الأحد، 5 أغسطس 2012

كيفه : السكان ومشاكل اللحوم الملوثة




 


 


 


.
في القديم كانت المجزرة الرئيسية بكيفه موجودة بين" لمسيله " وحي المطار، قبل أن يتم تحويلها جنوب المطار، وبتمويل من الجمهورية الألمانية تم بناؤها بشكل عصري ، حيث شيدت بناية من عدة غرف ومكاتب ، بما في ذلك أمكنة لتقطيع اللحم وتنظيفه وتخزينه ، مزودة بقنوات صرف تربط بينها ومسلخة فسيحة خاصة بالذبح 
وكان من المفترض أن تقوم بلدية كيفه بكهربة هذه المنشاة ، ومدها بحنفيات وذلك من أجل تمكين الجزارين من الانتقال إليها واستغلالها وهو ما يضمن أن تتم الجزارة بطريقة تتسم بمعايير السلامة وصحية اللحم 
إلا أن البلدية لم تقم بتلك المهام مما جعل ذلك المرفق الكبير يظل غير قابل للإستغلال ،ولم يستطع الجزارون دخول المبنى واقتصروا على استخدام المسلخة فقط وهو الشيء الذي أدى إلى سير هذه الجزارة بطريقة تفتقر إلى الحد الأدنى من معايير السلامة وتتم بصورة لا تراعي كون السلعة (اللحم ) موجهة للإستهلاك البشري
يوم واحد في مذبحة كيفه كان كافيا للوقوف على حجم الكارثة التي تميز طريقة ذبح وسلخ المواشي التي تسوّق لحومها للمواطنين في ظروف
 جرثومية خطيرة، دون مراعاة أدنى شروط السلامة والنظافة، بعيدا عن أعين رقابة بيطرية جادة ونزيهة، فلو شهد المواطنون ما عايشناه في هذه المذبحة من تجاوزات خطيرة، لعافوا أكل اللحوم طول حياتهم وما خفي كان أ عظم.
في هذه المجزرة، كل شيئ كان حاضرا سوى شروط النظافة، أبقار تذبح الواحدة تلوى الأخرى على الأرض وسط دماء متجمدة، الله وحده يعلم مقدار الجراثيم التي كانت تحتويها، ذباحون بألبسة بالية تصلح لكل شيئ إلا الذبح، يقومون بذبح دوابهم وسلخها في نفس المكان ،فلا يفصلها - في أحسن الأحوال - عن تلك الأرضية القذرة سوى جلد المذبوحة.
تجري عملية السلخ على أرضية من الإسمنت الملطخة بالدماء المتحجرة، جعلت الذبيحة "تتمرغ" في الجراثيم الدموية، وهو ما يخالف القواعد المعمول بها في المذابح، وما يثير الدهشة أكثر هي عملية غسل اللحم وتطهير معدات الذبيحة التي كانت تجرى في ظروف كارثية، حضر فيها كل شيء إلا النظافة. هذه الارضية لا يتم تعقيمها ولم تنظف مرة واحدة منذ بدأ العمل عليها قبل 6 سنوات.
 
وحتى الحبال والسكاكين ، أكلها الصدأ الذي كان يلامس ويستقر في اللحوم الموجهة للاستهلاك، مما يساهم في نقل العديد من الأمراض للمواطنين الذين يضطرون لشراء هذه اللحوم بمبالغ باهظة، وهي التي قد تشكل خطرا على صحتهم. والغريب في الأمر أننا شاهدنا أبقارا ونوقا بلغ منها العجف مبلغا ، يزرع الشك حول مرضها فتذبح وتسوّق لحومها للمستهلكين
في مرحلة تالية لا تقل بشاعة عن الأولى يتم نقل هذه اللحوم إلى أماكن البيع بالمدينة في سيارات متهالكة وعربات تجرها الحمير ، فيوضع اللحم بها بشكل مباشرة دون أن يلف في أي شيء وهو متروك للأوساخ والهواء بالإضافة إلى احتمال أن تكون وسائل النقل هذه كانت تحمل مواد قذرة أو سامة فيحمل ذلك اللحم الموجه لغذاء الناس في نفس المكان !!
إنها مشاهد مروعة ، تبعث الكثير من الدهشة والاستغراب ، خاصة وأن تلك الممارسات المضرة تحدث بمدينة توجد بها سلطات أمنية وجهاز بيطري ومصلحة جهوية لحماية المستهلك ، وفوق ذلك هناك سلطات إدارية يفترض أن تكون في خدمة المواطن ، لكن العلاقات الزبونية والإهمال وعدم التحلي بالمسؤولية ، عوامل تفعل فعلها فيغدو المواطن ضحية
نقلا عن وكالة كيفه

0 التعليقات:

إرسال تعليق